Washirikishe
Print this post
شالُوم يا ابن الله! مرحباً بك. اليوم سنغوص معاً في الكلمة، وبنعمة الرب سنتعلّم كيف ننقذ النفوس.
قال الرب يسوع:
«لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك نفوس الناس، بل ليخلصها». (لوقا 9:56) لقد قال هذا بعدما طلب تلاميذه منهوماً أن يُنَزِّل ناراً من السماء لتُهلك أولئك السامريين الذين رفضوه. لكن لماذا قال أنه لم يأت ليدمِّر، بل ليخلص؟ لأنّه كان يملك القدرة، لكن اختار الرحمة. سعَى ليس إلى الهلاك، بل إلى الخلاص.
أحياناً يكون بيدنا — أو على ألسنتنا — «أسلحة» أعطاها الله لنا للوقوف أمام من يعارضنا. لكن إن افتقدنا الحكمة التي كانت في يسوع، قد ننقضّ أرواحاً بدلاً من إنقاذها.
تأمّل في موسى: حينما أخطأ بنو إسرائيل في البرية، قال الله لموسى أن ينفصل عنهم حتى يدمرهم — وقال إنه سيجعل موسى أمة عظيمة، يُورث نسله الأرض. (خروج 32) لو كنا مكان موسى ربما كنا نشكر الله: «شكراً لأنك دافعت عني». لكن موسى لم يفعل ذلك. بل تضرّع لأجل شعبه، طلب الصلح بينهم وبين الله، فاستجاب الله له وعفا عنهم.
«فقال الرب لموسى: «قد رأيت هذا الشعب، وإذا هو شعبٌ صلبُ الرقبة. والآن اتركني حتى يحترق غضبي عليهم وأُهلكهم، وأما أنت فأتكوّن أمةً عظيمة».» (خر 32:9‑10) «فتضرّع موسى أمام الرب إلهه وقال: «يا ربّ، لماذا يحترق غضبك على شعبك الذي أخرجته من أرض مصر بيدٍ قوية؟»» (خر 32:11) «فاندم الرب عن الشر الذي قال إنه سيفعله بشعبه». (خر 32:14)
هذه القصة تعلمنا: ليس كل سلطة أو فرصة أعطاها الله لنا يجب أن تُستخدم بدون تفكير. لأنّ الله لم يخلقنا كالآلات التي تطيع بلا سؤال؛ لا، نحن أبناؤه — نتحدّث إليه، نشاوره، نفكّر معه.
«هلمّ، لِنُجادِل معاً، يقول الرب: وإن كانت خطاياكم كالقُرْمِز فتصير كالثلج؛ وإن كانت حمرّاً كالدام، فتصير كالزُرّ». (إشعياء 1:18) — تقريباً. هذه الدعوة للحوار مع الله. موسى فعل ذلك، فخطايا إسرائيل التي كانت حمراء كالعلامة صارت بيضاء كالثلج. هللويا!
قد يُدخل الله في يدك شخصاً يكرهك، أو ضربك، أو أساء إليك بطريقة ما. قد يبدو أن الله أعطاك القوة لتُختمه — كما أعطى داود شاول. لكن داود لم يفعل. لأنّ التوقيت لم يكن للدمار، بل للرحمة.
إذا أُتيحت لك هذه الفرصة، لا تستعملها للدمار. بل استعملها للإنقاذ. حَوِّلها إلى المسيح، صلِّ من أجل ذاك الشخص، اطلب له المغفرة. إن فعلت، سيحبك الرب أكثر مما تحسب، وسيُعليك أكثر مما تتصور.
قد تقول: «هذا من العهد القديم، ماذا عن العهد الجديد؟» الجواب: نعم، أيضاً في العهد الجديد نرى مثالاً.
انظر إلى تجربة بولس وسِيلَس في السجن (أعمال 16). بعد أن طُرد مَلَك روح، ضربا وسُجنا. لكن الرب جعل زلزالاً ففتح الأبواب وأفرج عن القيود. كان بإمكانهما الخروج فوراً، لكنهما بقيا لأنهما علما أن الحارس قد يموت لو هربا. فبقا ومركزا — وخلّصا ذلك الحارس وعائلته، فآمنوا وتعمّدوا. لو خرجا فوراً، لخسروا ذلك العائلة ولبيّتهم الرسالة. لكنهما اختارا الإنقاذ بدلاً من الهروب.
إخوتي، ليس كل فرصة «لنضرب عدونا» هي مشيئة الله. ليس كل باب فتحه الله تُدخله بدون تفكير. إن كان من أساء إليك أو أهانك أو سرق منك أو نقض خطتك، وقدّمه الله في يَدَك — فهنا ليس وقت الهلاك، بل وقت الإنقاذ. هذا ما يريد أن يراه منا الله.
هناك قصة: كان هناك مُعلّم نبيّ. في يوم مُناسَبَة، رآه ملاكُ الرب وقال له أن ينظر إلى خلف الكنيسة. فرأى رجلاً وامرأة يمارسان فعلاً مشيناً وسط العبادة. غضب المعلم وضاء نحوهم، لكن الملاك قال له: «قل كلمة وسأنفذها فوراً» — أي «ليمتا هذين الآن». لكن بدل أن يلفظ كلمة الانتقام، انبثقت فيه رحمة وقال: «أنا أغفر لكما.» بعد الخدمة سمع صوتاً داخلياً: «هذا ما أردت أن أسمعه منك.» وبفضل تلك المغفرة تابا واتّجها إلى الله بصدق.
هل ترى؟ تجنّب إنجيل «اضرب عدوك». إن لم تسامح، فربما يأتي يوم تُخطئ فيه الله، والله لن يسامحك.
WhatsApp